افكار للحياة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
افكار للحياة

منتدي لكل الفئات العمرية


    هل ترغب ان تكون انسان عادي

    المشرف العام
    المشرف العام
    Admin


    المساهمات : 125
    تاريخ التسجيل : 14/02/2009
    العمر : 37

    هل ترغب ان تكون انسان عادي Empty هل ترغب ان تكون انسان عادي

    مُساهمة  المشرف العام الإثنين أبريل 06, 2009 12:33 pm


    كيف تكون شخصاً عادياً ؟



    أن يكون الإنسان عادياً , فذلك أمر هين وسهل
    , يحتاج فقط الى الخمول والهدوء وإفراغ العقل من كل شيء إلا الذات ,
    بذلك تموت الهمة لفعل أي شيء , ولايصبح للطموح مكان ,
    ويتحول الإنسان الى شيء ينتهي كما بدأ
    , فلا شيء في الدنيا ولاذكر بعد الموت .
    هذه الصفة التي تصبغ العادية والنمطية على الإنسان ذو الخمول ,
    أصبحت سمة لعموم الأمة إلا منرحم ربي , وأدت بالأمة الى
    معاناة مع الضعف والوهن والهوان وكذلك التبعيةوالإتكالية .
    وبمقارنة بسيطة بين ماكان عليه سلفنا الصالح من همة وعمل بل
    وتواصل وإستمرارية بلا كلل أو ملل بحثاً عن التميز ونشداً للكمال
    , وبين ماعليه عموم الأمة إلا من رحم ربي الان من نقيض ذلك ...
    نجد الفرق واضح والبون شاسع .
    تلك العلامة الفارقة إحدى الإرهاصات والمبشرات التي
    قد تؤدي بالأمة للعودة الى جادة الطريق ومقدمة الأمم ,
    وذلك متى ماجعلها أفرادالأمة طريقاً يحتذى وأثراً يقتدى .
    تلك العلامة الفارقة التي أعني , هي السعي الدائم والدؤوب
    الى الأرتقاء والسمو والإرتفاع والتميزفي مختلف المجالات والإهتمام
    والعمل على أن يكون الإتقان سمة المؤمن .
    ذلك العمل الدؤوب وتلك المداومةوالمثابرة لتحقيق تميز ونبوغ في الدنيا ,
    والحصول على أعلى الدرجات في الأخرة هو مانحتاجه في الأمة ,
    وهو إحدى الميزات الهامة التي غابت عن الإمة بعدأجيالها الذهبية السالفة .
    إن مضمون السعي الى التميز هوالصعود الدائم الى الأعلى
    وهو عدم الرضا بالوقوف في نقطة معينة وثابتة , بل بعد كل قفزة لابد من فقزة ,
    وبعد كل خطوة خطوة , وكل ذلك الى الأعلى وإلى الأمام ,
    يقول الإمام إبن القيم رحمة الله عليه .. "
    فالعبد سائر لاواقف , فإما الى فوق وإما الى أسفل ,
    إما الى أمام وإما الى وراء , وليس في الطبيعة او الشريعة وقوف البتة ,
    ماهي إلا مراحل تطوى أسرع طيً الى الجنة أو النار ,
    فمسرع ومبطيء ومتقدم ومتأخر , وليس في الطريق واقف البتة ,
    وإنما يتخالفون في جهة السير وفي السرعة والبطء
    , ( إنها لأحدى الكبرنذيراً للبشر , لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ) ,
    ولم يذكر واقفاً إذ لامنزل بينالجنة والنار ولاطريق سالك الى غير الدارين البتة ,
    فمن لم يتقدم الى هذه بالأعمال الصالحة فهو متأخر الى تلك بالأعمال السيئة .
    هذا السعي الى التميز يقود الى ريادة في الخير والهداية ,
    قال تعالى ...
    (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)




    والسعي الى التميز يكون على مستوى الصلة بالله وعلى

    مستوى الايمان والاعمال الصالحة , اذ ان المسلم العامل
    يحرص على ان يزداد ويرتقي في مدارج السالكين كل يوم ,
    وذلك مسلك ائمة السلف اذ ورد عن الامام احمد بن حنبل
    رحمة الله عليه انه كان كل يوم يزداد عن اليوم الذي قبله ,
    وذلك في الدين والسلوك والخلق .
    كما ان ذلك الإرتقاء والتميز والحرص على السمو يكون
    على مستوى تطوير الذات والإمكانيات ,
    إذ ان هذا التطوير يجلب له النفع والفائدة ,
    ويجعل منه شخصاً لامعاً ومتميزاً , فيكون له الأثر على من حوله .
    تلك الصفة متى مانتشرت بين عموم الأمة ,
    يكون العموم مضرب مثل للعموم , ويكون العموم همه مصلحة العموم ,
    ويكون العموم يسعى دائماً الى الأمام والى الأعلى
    حتى يصلوا باأمتهم الى جادة الطريق حيث مقدمة الركب والأمم والحضارات .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 9:14 am